15 juillet 2020
Ce document est lié à :
info:eu-repo/semantics/reference/issn/2308-6122
https://creativecommons.org/licenses/by-sa/4.0/ , info:eu-repo/semantics/openAccess
محمد عبد الرحيم جازم, « بَعْض مَعَالِم وخِطَط مدينة تَعِزفِي عَهْد دَوْلَة بَنِي رَسُوْل », Arabian Humanities, ID : 10.4000/cy.5908
تعد مدينة تَعِز مدينة جديدة قياسا بعمر غيرها من المدن اليمنية، فقد ظهرت نواة وجودها ممثلة بـ(حِصْن تَعِز) في أوائل عهد الدولة الصُّلَيْحِيَّة في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، وعندما قدم الأيوبيون الى اليمن في القرن السادس وبداية السابع الهجري، كانت قد تشكلت حول الحصن ثلاثة أحياء مثلت نواة للمدينة وهي (ذِي هُزَيْم، والمَغْرَبَة، وذِي عُدَيْنَة)، وقد ازهرت هذه الأحياء وتوسع العمران فيها في عصر دولة بني رسول، وأضيف إليها مدينة ثَعَبَات وحي المُجَلِّيَة وحي الجَهْمَلِيَّة.وقد سعى الباحث من خلال مصادر دولة بني رسول المختلفة بما فيها وثائق الوقف التي أوقفت على المدارس والمصالح العامة التي أنشأت في أحياء المدينة، سعى الى معرفة النسيج العمراني لمدينة تعز في زمن حكم دولة بني رسول (626–858هجرية/ 1229–1454م)، فألحق بكل حي من الأحياء المذكورة سابقا ما به من أسواق وحارات (حَافَات) وميادين وطرق، وما أنشأ بها من منشآت هامة ممثلة بالجوامع، والمساجد، والمدارس، والقصور، والفنادق، والبساتين، والحدائق، والدور، ومعاصر الزيوت، ومحلات الجزارة، والمقابر، وما ذكر من أبواب للمدينة وبوابات وأسوار الى غير ذلك.كما سلط الباحث الضوء على توفر مياه الشرب والسقي لكافة أحياء المدينة، والتي زودها به (جبل صَبِر) الضخم والذي نشأت المدينة في سفحه الشمالي، وذلك من خلال المنشآت المائية والعيون التي تم استخراجها وجرها الى مختلف أرجاء المدينة، كما زودت بعض الصروح والمنشآت العامة مثل الجوامع والمدارس والقصور بعيون ماء خاصة بها، ويوصلنا هذا الى أن السبب الرئيس من نشؤ مدينة تعز في تلك الرقعة من الأرض كان لوفرة الماء بها.